الوضع نحو مزيد من التعقيد.. من يعرقل تشكيل الحكومة؟
18 لقاءًا عُقد بين رئيسَي الحكومة المكلف سعد الحريري والجمهورية ميشال عون، دون أي نتيجة تُذكر سوى المزيد من التعطيل والتأخير في تشكيل الحكومة، وبالتالي أخذ البلد نحو مزيد من الانهيار.
من هنا، أرادت فرنسا التدخل من جديد وإحياء مبادرتها في ظل التعقيدات الحاصلة في الملف الحكومي، فدعت لعقد لقاء بين الحريري وباسيل على أراضيها لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف، وبالتالي تشكيل حكومة تقوم بالإصلاحات المطلوبة لإنقاذ البلد.
لقاء الحريري – باسيل لم يحصل، “بعد أن راوغ الرئيس الحريري وراح يؤجل الموعد مرارًا، متذرعًا بالتزامات مسبقة وانشغالات متعددة”، وذلك بحسب ما قال عضو “تكتل لبنان القوي”، النائب روجيه عازار في حديث لـ”أحوال”، مؤكدًا أن باسيل كان على استعداد للإجتماع بالحريري في فرنسا للتأكيد على أنه وفريقه لا يريدان المشاركة في الحكومة، “وبالتالي ليبرهن للفرنسيين أنه ليس هو من يعرقل، إلا أن أداء الحريري كان يدل على أن لا نيّة له للقاء باسيل ولا حتى لتشكيل حكومة، وذلك ليتهرّب من مسؤولية انهيار البلد”، بحسب عازار.
من هنا، أشار عضو “لبنان القوي” إلى أنه لا يمكن اتهام رئيس الجمهورية وفريقه بالتعطيل، “فمن يعرقل عملية تشكيل الحكومة بات معروفًا، وهو مصرّ على المماطلة”، مشددًا على أن “لا باسيل ولا غيره يمكن أن يؤثر على رأي وقرارات رئيس الجمهورية، فمن يعرف الرئيس عون حق المعرفة، يدرك أنه “هالة” كبيرة وصاحب رؤية وثقل سياسي كبير، وبالتالي لا يمكن لأحد أن يؤثر عليه”.
وفي الختام، أكد عازار لموقعنا أن المشكلة في عملية تشكيل الحكومة داخلية وليست خارجية، كما أن على رئيس الحكومة المكلف أن يتحمل مسؤولياته بعيدًا عن الكيديات السياسية، وأن يركز على مصلحة البلد لإعادته إلى السكة الصحيحة”.
من جهته، لفت عضو “كتلة المستقبل”، النائب محمد الحجار لـ”أحوال” إلى أن لا مانع للقاء الحريري – باسيل، إلا أن هذا اللقاء لن يقدّم أي جديد في ملف التشكيل، لأن “من جرّب المجرب كان عقلو مخرّب”، بحسب تعبير الحجار، مشيرًا إلى أن ما يرفضه الرئيس المكلف هو أن يفاوض باسيل على تشكيل الحكومة باسم رئيس الجمهورية، “لأنه ووفقًا للدستور، فالنقاش بموضوع الحكومة وأسماء الوزراء يكون بين الرئيس المكلف الذي يضع التشكيلة، وبين رئيس الجمهورية الذي يوقّع مراسيم التشكيل، ولا علاقة لأي طرف آخر بالأمر”.
من هنا، لفت الحجار إلى قاعدتين ذهبيتين وضعهما الرئيس المكلف أمامه وهو يعمل على أساسهما لتشكيل الحكومة، وهما أيضًا شروط أو مستلزمات ترجيح أي حكومة تبعًا للمبادرة الفرنسية ولرغبة المجتمع الدولي الذي يعبّر عنها عبر قياداته، والتي كان آخرها اللقاء الأميركي – الفرنسي أمس، وهذه المستلزمات هي: أولًا أن تكون هذه الحكومة من اختصاصيين لا حزبيين، وثانيًا أن تكون من دون ثلث معطّل، مشددًا على أنه في حال لم يتم تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن ووفقًا للمواصفات التي تساهم في استعادة ثقة الداخل بالحكومة والخارج بالدولة اللبنانية، فهذا يعني أن البلد يتجه نحو المزيد من الانهيار وعدم الاستقرار على كافة الاصعدة.
وختم الحجار كلامه لموقعنا بالتأكيد على أن الكرة في ملعب الفريق الذي يعطّل تشكيل الحكومة، “وواضح من يكون”، خصوصًا أن جميع دول العالم المهتمة بالشأن اللبناني والتي تطالب بتشكيل حكومة، تدين التعطيل الذي يمارسه فريق “عون – باسيل”، وكان آخرهم وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الذي زار لبنان والتقى الأفرقاء السياسيين باستثناء الفريق المعطل ومعه أيضًا “حزب الله”، مضيفًا: “لأن الحزب لو كان يريد فعلًا تشكيل حكومة، لكان أداؤه مختلفًا في هذا الخصوص”.
لا يزال ملف تشكيل الحكومة يراوح مكانه، لتخرقه بين الحين والآخر اتهامات متبادلة بعرقلة عملية التأليف بين فريق الرئيس المكلّف سعد الحريري من جهة، وفريق رئيس الجمهورية ميشال عون و”التيار الوطني الحر” من جهة أخرى، على أمل أن يتوصلا إلى حلّ سريع لولادة حكومة تنقذ البلد، فالوضع لا يحتمل المماطلة والمزيد من التجاذبات السياسية.
ياسمين بوذياب